إلى تلك التي طالما وقفت تنتظر لحظة خروجي إلى هذه الدنيا .. إلى تلك التي طالما .. إنتظرت ضحكتي كي تضحك معي .. إلى تلك التي طالما عصفت كفوف الليل حين تسمع تأوهاتي .. إلى تلك الأم ... أمي ... مع حبي الذي لم تصفه القصائد ...
أماه أين الحب والأشواق
.........................مابال نبض الحرف لا ينساق
ما بال أهداب السطور تزلزلت
.........................تحت الحروف تُعيبها الأوراق
ما بال أقلامي تُنازع بعضها
.........................من أين تبدأ ..؟ خانها المشتاق
الشعر قد شد الرحال كما أرى
.........................وكأنما ضاقت به الآفاق
والخوف يركض لاهثا في أضلعي
.........................والصمت بين صدى الحروف يساق
من أين أبدأ ..؟ كيف أعزف مثلما
.........................عزف الهوى فيما مضى العشاق ؟
هذي حروفي كلما أشعلتها
.........................غضبت على إشعالها الأحداق
أو يحمل الشمع الكفيف بظلمة ؟
.........................أم هل تراه يسره الإبراق ؟
هذا أنا ـ أماه ـ لست بشاعر
.........................طفل أصاب شموخه الإرهاق
ما كنت أقدر أن أوفي جملة
.........................في حق من عصفت بها الأشواق
أيعاب أن الشعر يصبح خائنا
.........................يوما .. فلا يدنو له الإشفاق
أم هل تعاب حروف أزمنة الهوى
.........................إن هوْ أصاب جنانها الإخفاق
أماه يكفي هل أبوح مشاعري
.........................فالليل ملّ وما دنى الإطراق
هلاّ تركتيني أغرد بعضها
.........................فلقد تُبين كنوزها الأعماق
يا قصة الحب التي ما عوتبت
.........................يوما .. ولا صدعت بها الأذواق
يا رحلة في داخلي أبدية
.........................يا همسة فيها صبا العشاق
يا ومضة تشتف بوح جوانحي
.........................كالعقد .. تنشر وهجه الأعناق
يا موطن العشق الشجي بداخلي
.........................عشق .. حشا .. لا يعتريه نفاق
يا بهجة رقراقة أنمو بها
.........................قد شدها بين الخفوق رواق
يا نغمة الذكرى على أحلامنا
.........................إن داعبت أوتارها الأشواق
ما زلت أذكر بين حضنك ركضتي
.........................ويدك يجدبها إليّ وثاق
وكأنك تخشين سقطة راكض
.........................يهواك ما بعدت به الآفاق
وغدوت في عينيك أكبر باسما
.........................كالليل ينزع ثوبَه الإشراق
ومضيت أبصر في جبينك رحلتي
.........................غايات أحلام لها أشتاق
أهواك يا أماه مهما ماج بي
.........................هذا الهوى ، والروح منه تُراق