قطع مازيمبي الكونغولي أكثر من 99 بالمئة من الطريق نحو الاحتفاظ بلقبه في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بعدما اكتسح ضيفه الترجي التونسي 5/صفر اليوم الأحد في ذهاب الدور النهائي للمسابقة.
ووجه مازيمبي صفعة قوية إلى الترجي الذي أصبح بحاجة إلى معجزة حقيقية من أجل الفوز بستة أهداف نظيفة في لقاء الإياب على ملعبه بعد أسبوعين ليتوج بطلا للمسابقة.
واستغل مازيمبي ، حامل اللقب ، المساندة الجماهيرية وحماس لاعبيه ليسجل هدفين في الشوط الأول ، قبل أن يستغل العامل النفسي في تسجيل ثلاثة أهداف أخرى بشباك الترجي في الشوط الثاني.
ويلتقي الفريقان إيابا على استاد "7 نوفمبر في رادس" في 13 تشرين ثان/نوفمبر ليتوج الفائز بمجموع المباراتين بلقب البطولة ويتأهل لتمثيل القارة السمراء في بطولة العالم للأندية التي تستضيفها العاصمة الإماراتية أبو ظبي في كانون أول/ديسمبر المقبل.
وقدم مازيمبي عرضا قوييا على مدار شوطي المباراة وكان الترجي ندا قويا له في الشوط الأول قبل أن يستسلم تماما في الشوط الثاني بفضل التفوق العددي لأصحاب الأرض إثر طرد اللاعب محمد بن منصور لاعب الترجي في الدقيقة 24 من الشوط الأول.
وافتتح نجاندو كاسونجو التسجيل لمازيمبي في الدقيقة 19 ثم أضاف زميله آلان كالوبيتوكا ديوكو الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.
وفي الشوط الثاني ، أضاف المهاجم الزامبي جيفن سينجلوما هدفين متتاليين في الدقيقتين 56 و58 قبل أن يختتم كاسونجو التسجيل بالهدف الثاني له والخامس للفريق في الدقيقة 75 .
ووضح من مجريات اللعب أن الترجي تأثر سلبيا على المستوى النفسي بهدفي الشوط الأول وطرد بن منصور وسط اقتناع اللاعبين بوجود تحيز من الحكم لصالح أصحاب الأرض.
ولذلك سنحت الفرصة أمام مازيمبي ليتلاعب بالترجي ويسجل خمسة أهداف ملحقا بالفريق أسوأ هزيمة له على مدار تاريخ مشاركاته في البطولات الأفريقية.
وضمن مازيمبي بشكل كبير الدفاع عن لقبه في البطولة والمشاركة في بطولة العالم للأندية لصعوبة مهمة الترجي في التعويض خلال لقاء الإياب.
وسبق لمازيمبي أن توج بلقب البطولة مرتين متتاليتين في عامي 1967 و1968 ثم توج بها في العام الماضي كما يقترب من الاحتفاظ باللقب هذا العام.
أما فريق الترجي فسبق له التتويج باللقب مرة واحدة فقط وذلك في عام 1994 .
كما كان متوقعا ، بدأ مازيمبي المباراة بهجوم ضاغط بغية تسجيل هدف مبكر يربك حسابات الترجي ويقترب بالفريق من تحقيق الفوز في هذه المباراة الصعبة.
ولكن دفاع الترجي نجح في التعامل مع حماس البداية وامتص هجمات مازيمبي الخطيرة وسط مساندة الآلاف من مشجعيه المتحمسين على استاد "فريدريك كيباسا ماليبا" في لوبومباشي.
وفي المقابل ، فرض دفاع مازيمبي رقابة لصيقة للغاية على النيجيري مايكل إينرامو ، مهاجم الترجي ، الذي بذل جهدا كبيرا لاختراق الدفاع الكونغولي دون جدوى.
وبعد عدة محاولات فاشلة من مهاجمي مازيمبي للدخول إلى منطقة الجزاء الترجي ، سنحت لهم الفرصة في الدقيقة السابعة قبل أن يمسك وسيم نوارة حارس الترجي الكرة في الوقت المناسب.
وبعدها بدقيقتين فقط ، أخرج مجدي تراوي الكرة من منطقة جزاء الترجي إلى ضربة ركنية لم يستغلها مازيمبي.
وحاول الترجي الرد على هجمات أصحاب الأرض فسدد أسامة الدراجي ، صانع ألعاب الفريق ، كرة قوية من ضربة حرة ولكنها ذهبت في يد الحارس الكونغولي.
وكاد ضغط إينرامو يسفر عن فرصة خطيرة في الدقيقة 11 بعدما أوشك دفاع مازيمبي على الوقوع في الخطأ قبل أن يصحح أوضاعه في اللحظة الأخيرة.
وكثف مازيمبي ضغطه الهجومي في الدقائق التالية حتى سجل الفريق هدف التقدم في الدقيقة 19 عبر اللاعب نجاندو كاسونجو ، أخطر لاعبي الفريق الكونغولي ، وذلك إثر كرة عرضية لعبها جيفن سينجلوما من ناحية اليسار واصطدمت بالعارضة وتهيأت أمام كاسونجو الذي سددها برأسه مباشرة في اتجاه المرمى وأمسكها الحارس التونسي نوارة ولكن الحكم التوجولي كوكو الذي أدار اللقاء أشار باحتساب الهدف على أساس أن الكرة تجاوزت خط المرمى.
واحتج لاعبو الترجي على كوكو ولكن الحكم رفض التراجع عن قراره وسط مساندة من الحكم المساعد.
وسيطرت حالة من الارتباك على لاعبي الترجي بعد هذا الهدف الذي اعتبروه دليلا على تحيز الحكم لصالح أصحاب الأرض وواصل الفريق اعتماده على الهجمات المرتدة ، ومن إحداها سدد الدراجي كرة قوية من خارج منطقة الجزاء أخرجها حارس المرمى موتيبا كيديابا إلى ضربة ركنية.
وضاعف الحكم من محنة الترجي في الدقيقة 24 عندما أشهر البطاقة الحمراء في وجه المدافع التونسي بن منصور بدعوى اعتدائه على أحد لاعبي مازيمبي بدون كرة.
وأطلق الحكم صافرته لإيقاف اللعب بعدما وجد أحد لاعبي مازيمبي مستلقيا على أرض الملعب واندفع الحكم المساعد ليوضح للحكم أن بن منصور اعتدى على لاعب مازيمبي فلم يتردد كوكو في طرد بن منصور ليستكمل الترجي المباراة بعشرة لاعبين فقط.
واستغل مازيمبي النقص العددي في صفوف الترجي وكثف من هجماته على مرمى نوارة الذي تألق بشكل رائع وتصدى لأكثر من هجمة خطيرة.
وفطن فوزي البنزرتي ، المدير الفني للترجي ، إلى ضرورة الدفع بمدافع آخر لسد الثغرة التي تركها طرد بن منصور وبالفعل لعب زياد دربالي في الدقيقة 36 على حساب الدراجي ليفقد الترجي بذلك إحدى أوراقه الهجومية.
وواصل مازيمبي هجومه وواصل الترجي الاعتماد على الهجمات المرتدة التي قادها إينرامو لكنها لم تسفر عن شيء باستثناء التسديدة التي أطلقها في الدقيقة 42 من زاوية صعبة للغاية وأخرجها الحارس الكونغولي لضربة ركنية.
وضاعف الحكم التوجولي مجددا من أزمة الترجي في الدقيقة 44 عندما أطلق صافرته معلنا عن احتساب ضربة جزاء مشكوك في صحتها لصالح أصحاب الأرض وذلك إثر التحام بين دربالي وكاسونجو سقط على إثره الأخير داخل منطقة الجزاء ليحتسبها كوكو ضربة جزاء.
وتقدم المهاجم الكونغولي آلان كالوبيتوكا ديوكو لتسديد ضربة الجزاء حيث وضعها على يمين الحارس التونسي مسجلا هدف الاطمئنان لمازيمبي في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول الذي انتهى بتقدم أصحاب الأرض بهدفين نظيفين.
ولم يتغير الأداء كثيرا مع بداية الشوط الثاني حيث واصل مازيمبي هجومه المكثف بحثا عن الهدف الثالث بينما واصل الترجي اعتماده على الهجمات المرتدة عن طريق إينرامو الذي عانى من الرقابة اللصيقة المفروضة عليه.
وباغت كاسونجو الحارس التونسي نوارة بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة 57 ولكن نوارة أمسك الكرة بثبات.
وبعدها بدقيقة واحدة مرر سينجلوما كرة بينية متقنة إلى كاسونجو الذي سقط على حدود منطقة الجزاء دون أن يلمسه أي من لاعبي الترجي لتضيع فرصة خطيرة من أصحاب الأرض.
وتوالت الهجمات الخطيرة لمازيمبي في ظل التفوق العددي للاعبيه ولكن دفاع الترجي وحارس مرمى الفريق تصدوا لهذه المحاولات ببسالة.
وأمام هذا الضغط المكثف ، فقد لاعبو الترجي تركيزهم واستغل سينجلوما إحدى الكرات العرضية العالية في الدقيقة 56 وقابلها بضربة رأس في غفلة من دفاع الترجي إلى داخل شباك نوارة الذي أخطأ في تقديره للكرة.
ولم يمهل مازيمبي ضيفه أي فرصة لالتقاط الأنفاس أو ترتيب الأوراق حيث سجل سينجلوما الهدف الثاني له والرابع لأصحاب الأرض في الدقيقة 58 بعدما ارتدت تسديدات زملائه أكثر من مرة من أقدام مدافعي الترجي.
وتوالت هجمات مازيمبي الخطيرة والتي كادت تسفر عن مزيد من الأهداف وسط ارتباك واضح في صفوف الترجي مما دفع البنزرتي إلى إشراك خالد العياري بدلا من إينرامو لتنشيط أداء الفريق وتخفيف الضغط على الدفاع.
ولكن هذا التغيير لم يسفر عن جديد حيث استغل كاسونجو إحدى الكرات العرضية في الدقيقة 75 وقابلها بضربة رأس قوية لتسكن الشباك محرزا الهدف الثاني له والخامس لفريقه ليقضي بذلك على آمال الترجي في التعويض خلال لقاء الإياب.
وشهدت الدقائق التالية عدة محاولات متبادلة من الفريقين ولكنها افتقدت للنهاية الدقيقة لتتوقف النتيجة عند خمسة أهداف نظيفة بعدما تصدى نوارة لهدف مؤكد من ديوكو في الوقت بدل الضائع.