يحتفل نجم وقائد نادي روما الإيطالي لكرة القدم، فرانشيسكو توتي، اليوم الاثنين بعيد ميلاده الرابع والثلاثين في أعقاب فوز فريقه على خصمه اللدود إنتر ميلان أمس الأول السبت 1/ صفر والذي أوشك توتي نفسه أن يفسده بأحد تقلباته المزاجية التي أثرت على مشواره الرياضي.
وبعدما بلغ توتي سنا من المفترض أن يجلب معه النضج والرزانة ، إلا أن النجم الكبير أساء التصرف أمس الأول عندما أخرجه المدرب كلاوديو رانييري من الشوط الثاني لمباراة إنتر ليدفع باللاعب ماركو فوسينيتش ، الذي سجل هدف الفوز القاتل ، محله.
وأثناء خروجه من الملعب، لم يصافح توتي زميله الذي سيشارك في المباراة مكانه، ولم يجلس على مقاعد البدلاء بجوار زملائه، بل انطلق إلى منزله مع اطلاق صافرة نهاية المباراة، بينما كان زملاؤه يحتفلون بالفوز وهو ما لم يكن متوقعا من قائد فريق مخضرم.
وتشعر جماهير روما بأن فوز السبت قد يكون نقطة تحول في مشوار فريقهم بعد بدايته المتعثرة هذا الموسم، والتي شهدت تغيير توتي ثلاث مرات مع تزايد الشعور بالإحباط بسبب هبوط مستوى أدائه.
وفي اجتماع له مع رانييري أمس الأحد، قلل توتي من شأن ما فعله يوم السبت مشيرا إلى أن مزاجه المتعكر كان سببه عدم الرضا عن مستوى أدائه وعن طريقة سير المباراة.
وبعدما قرر روما عدم توقيع عقوبات، أو غرامات مالية على توتي ، كتب اللاعب النجم بموقعه على الإنترنت: "إن توتي لا ولم ولن يكون أبدا مشكلة بالنسبة لروما".
غير أن هذه العبارة قد تؤدي إلى إثارة بعض الجدل حول حلقات الأحداث المماثلة التي شهدها المشوار الرياضي لأحد أكبر المواهب في كرة القدم الإيطالية.
وقال مدرب توتي السابق زدينيك زيمان عندما كان اللاعب في طريقه نحو الشهرة والنجومية في بداية تسعينيات القرن العشرين، " يجب أن يدفع الناس ثمن تذكرة إضافية لمشاهدة توتي وهو يلعب".
يمكن أن تكون هذه المقولة صحيحة حتى الآن ولكن بشرط أن يأمل المرء أن يظل توتي محتفظا بهدوء أعصابه في حالات الضغوط الشديدة.
وكما هو الحال مع اللاعبين المهاريين الكبار، كان توتي عرضة دائما للمعاملة الخشنة من اللاعبين المنافسين ولكنه بخلاف مواطنيه، النجمين الكبيرين روبرتو باجيو وأليساندرو ديل بييرو، عادة ما كان يتجاوز حدوده في ردة فعله.
ومن أحدث مواقف توتي المبالغ فيها، عندما وجه ضربة من الخلف للاعب إنتر السابق ماريو بالوتيللي الذي كان في التاسعة عشرة من عمره في أيار/مايو الماضي، خلال نهائي بطولة كأس إيطاليا عندما نادى مهاجم إنتر الشاب قائد روما بكلمة "جدي".
وبسبب هذه الواقعة، يغيب توتي عن مباريات روما الأربع الأولى في مسابقة الكأس الجديدة، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة بالنادي لنادي العاصمة، بلا شك.
ومن بين الصفحات السوداء في تاريخ توتي عندما بصق في وجه لاعب دنماركي خلال بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2004"، ليتم إيقافه لمدة ثلاث مباريات دولية مما أسهم ، كما يرى الكثيرون ، في ظهور إيطاليا بمستوى متواضع بالبطولة.
ولحسن حظ توتي أنه لديه العديد من الصفحات البيضاء أيضا في مشواره الرياضي والذي أمضاه بالكامل في روما على مستوى الأندية ليصبح هداف النادي الإيطالي على مر العصور برصيد 245 هدفا.
ولم تتمكن الإصابات ومشاكل الظهر المتعاقبة من التأثير على مشوار توتي الطويل بالملاعب الذي يمتد إلى 18 عاما ، وكذلك إصابة الكسر الكبير في كاحله التي تعرض لها خلال موسم 2005/2006 ليتعافى قبل انطلاق بطولة كأس العالم في صيف 2006 بألمانيا.
ومن المعروف أن توتي هو أحد سفراء منظمة اليونيسيف، وقد تبرع بجميع أرباح كتبه الخمسة للأعمال الخيرية ، وكان اثنان من هذه الكتب عبارة عن تجميع للمواقف الفكاهية التي كان توتي نفسه بطلا لها.
ومنذ حزيران/يونيو 2009 ،يكفل توتي 11 طفلا بلا عائل في كينيا، وهو نشط للغاية بشكل عام في الأعمال الخيرية.
وبشكل عام، يعد توتي شخصا لطيفا وخيرا باستثناء بعض مواقفه الانفعالية في الملاعب.